كتاب التخيّل
تحميل كتاب التخيّل للكاتب جان بول سارتر.
عن الكتاب:
التخيل أو المعرفة بالصورة تأتي من الذهن ، إنه الذهن وقد أوقع على الانطباع الحاصل في الدماغ ، الذي يعطي وعياً بالصورة . وهذه الصورة كذلك هي ليست موضوعة أمام الوعي بنحو الموضوع الجديد للمعرفة ، على رغم مالها من صفة كونها واقعة جسدانيّة : فذلك كان سيدفع إلى ما لانهاية إمكانية علاقة الوعي بموضاعاته . وإنما هي تملك هذه الخاصية الغريبة بكونها قادرة على استحثاث أفعال الروح ؛ فالحركات الدماغية إذ تكون قد سببتها مواضيع خارجية ، على ما هي ليست تشتمل على شبيهاتها ، فهي توقظ في النفس أفكاراً ؛ والأفكار تأتي من الحركات .
مقتطفات من الكتاب :
نّ الصّور هي موصولة بينها بعلاقات التّلاصق والتّشابه الّتي تفعل بنحو ” قوى معطاة “؛ إنّها تتضامّم بحسب انجذابات ذات طبيعة نصفها آليّ ونصفها سحريّ. والتّشابه الّذي بين بعض الصّور من شأنه أن يمكّننا من إطلاق اسما مشتركا قد يدفعنا للاعتقاد في وجود الفكرة العامّة المناسبة له، ومع ذلك فإنّما مجموع الصّور هي وحدها الموجودة في الواقع، وهي موجودة “بالقوّة ” في الاسم.
وهذه النّظريّة بأسرها إنّما تستلزم مقولة لم يقع مع ذلك الإفصاح عنها بتاتا، وهي مقولة اللاّوعي. فالأفكار ليس لها من وجود إلاّ كوجود الموضوعات الباطنيّة للفكر، ومع ذلك فهي ليست أبدا واعية، بل إنّها لا تستيقظ إلاّ حينما تُوصَلُ إلى أفكار واعية؛ فهي إِذًا تبقى موجودة وجود المواضيع المادّيّة، وهي أبدا حاضرة كلّها بالذّهن: إلاّ أنّها لا تكون بأسرها مُتَبَيَّنَةً. ولِمَ ذلك ؟ وكيف يمكن أنّ هذه الصّور متى تُجْلَبُ بقوّة ما معطاة إلى فكرة واعية فذلك مَانِحُهَا صفة كونها واعية ؟ إنّ هيوم لم يضع هذا السّؤال. وإنّما وجود الوعي قد تبخّر بأكمله وراء عالم من المواضيع الثّخينة الّتي تتّخذ، ولسنا ندري من أين، ضربا من الفوسوفورسيّة الموزّعة، لعمري، توزيعا جزافيّا، وليس له من أيّ عمل فاعل.
ثمّ إنّ التّرابطيّة، فمن أجل أن تعاود بناء الفكر كلّه بالصّور فهي مُجْبَرَةٌ على أن تضع وجود صنفا كاملا من الأفكار ذات الموضوع الّذي، كما كان قد تبينّه أهل الدّكارتيّة، ليس يُعطيه أيّ انطباع من الانطباعات.