رواية النبض صفر
رواية النبض صفر
مؤلم هو ذاك الموت؛ أن ترحل بغتة، يتوقف جسدك كماكينة انقطعت عنها الكهرباء إلى الابد ، تسمع أحبابك يصيحون فيك لتبقى وكأن عودتك خيار تتخذه بكامل إرادتك .
أن تذهب فى رحلة لا تأجيل لها ولا عودة منها،، لا تعلم منتهاها ولا تملك لها زادا كافيا من العمل الصالح، يتردد فى ذهنك سؤال مفزع لا مفر منه : فيم أفنيت عمرك؟ ولكن الأكثر فزعا أنك لاتملك إجابة شافية عليه!
أنا يحيى الطحاوي.. مريض نفسي.. تم تشخيص حالتي بمرض الخوف الشديد من الموت, ومن كل ما يتعلق به. افترح علي طبيبي النفسي وسيلة علاج غريبة لم يتم تطبيقها من قبل, تجربة شديدة الخطورة خضتها بكامل إرادتي.
تجربة جعلتني أدنو من الموت كما لم يفعل بشر من قبل.. حتى إنني شعرت بأنفاسه البغيضة تلفح وجهي, وبدلًا من أن أتخلص من فوبيا الموت, اترميت في أحضان الموت ذاته.
لم أتوقع أن تدفعني هذه التجربة إلى ذلك المصير, لم أحسب أنها ستقلب مسار حياتي رأسًا على عقب, وسوف تحيلني شخصًا آخر..
أو بتعبير أدق: شيئًا آخر.