رواية تلال الأكاسيا
رواية تلال الأكاسيا pdf
ما قيمة الذكريات ؟ وهي تأتي في العربة الاخيرة من قطار الحياة … هذا ما يظنه اغلب البشر … لكن في “تلال الاكاسيا” يصطدم القاريء باشكالية مغايرة تماماً ؛ اذ استطاع المؤلف هشام الخشن – ببراعة – ان يجعل الذكريات هي البطل الاشهر والاوحد لروايته بداية من اول سطر في رواية تلال الأكاسيا وحتي المشهد الاخير منها تدعونا، بحبكة فنية بارزة ، ان نقاسمها رحلة قراءة الرواية ، مضيفةً اليها متعة العشق واللقاء والفراق ؛ لتخبرنا بامكانية تحقق المستحيل بان نحيا ذكرياتنا قبل ان تفارقنا ونفارقها .
يناقش الكاتب قضية خطيرة، حيث تبدأ المعضلة من إصابة البطل بمرض (ديمنتيا أو الخرف)، لتقودنا إلى الكثير من الأسئلة وقضايا الحياة المزمنة، مثل الصراع بين جيلي الآباء والأبناء، وصدام الفكر بين الشرق والغرب، والحيرة بين صوت العقل ونداء القلب. يبدأ “هشام الخشن” روايته بمشهد قاس – ربما مهد به لمآس أشد تالية – فالبطل “المسن” يجلس مع (سارة) ينعمان بدفء حبهما في خريف العمر، حين تطرق الشرطة بابهما لانتزاعه عنوة بوصفه “فاقد الأهلية” بحكم القضاء وأنه “محجوز ضد إرادته” عندها, ويربط الكاتب بين شخصيات الرواية والتحولات السياسية والاقتصادية في مصر منذ ثورة 23 يوليو 1952 وإسقاط النظام الملكي ووصولا إلى مطلع القرن الحادي والعشرين, وبأسلوب رائع جذاب يتوالى سرد الأحداث على لسان البطل الذي يؤدي دور الراوي فيتعلق به القارئ ذهاباً وإياباً بين الحاضر والماضي وكأنه جزء من ذكريات البطل.