رواية بِريود .. صمت أنثوى صاخب pdf
رواية بِريود .. صمت أنثوى صاخب pdf
“بِريود” كلمة إنجليزية تعني فترة زمنية، والكلمة لها أصل يوناني من كلمة “بِريودوس” وتعني الزمن.
وفي علم اللغويات كلمة “بِريود” تعني النقطة التي توضع في آخر الجملة لتدل على نهايتها… صمت أنثوى صاخب
أما في العصر الحديث فقد صارت الكلمة تُشير إلى الدورة الشهرية، والتي تُعَد من أكبر التابوهات في عالم النساء، وكعادتنا حين نود إضفاء شيء من التقبُّل إلى غير المُتقبَّل دخلت كلمة “بِريود” إلى عالمنا الناطق بالعربية لوصف تلك الأيام.
وفي الحضارات القديمة لم تكن الدورة الشهرية من الأسرار، بل كانت واضحة للجميع كجزء أساسي من أنوثة المرأة التي ارتفعت إلى منصب الإلهة، وحكمت البلدان واستحوذت على مكانة شديدة العلو كساحرة أو حكيمة أو عرَّافة.
أما أيام النزيف في الدورة الشهرية فكانت فترة مُقدَّسة أحيطت بهالة من الإجلال، كهِبة أو مِنحة من الطبيعة أو من الآلهة للمرأة، تتسم بنشاط رُوحاني وقدرة عالية على التواصل مع الطبيعة أو الآلهة.
وكان يصحب بلوغ الفتاة ونزول أول قطرات من دمائها الكثير من الاحتفالات لوصولها إلى هذه المرحلة المتطورة من الحياة.
وفى مجتمعاتنا الذكورية الآن التي تمجد الخجل في النساء وتنتقده في الرجال.
صمت أنثوى صاخب
أصبحت تلك الفترة تابوه ليس من الممكن الاقتراب منه، فيجب أن تخفيه البنت عن أبيها وأخيها بل وقد تخفيه عن زوجها إذا أمكن؛ فتم فرض ذلك الحصار التاريخي على هذه الأيام لتتألم المرأة في صمت.
ولكن صمت المرأة يتحول إلى صخب داخلي يختفي عن أسماع لعالم ويدوي فقط في جنبات النفس ليصبح صمتا أنثويا صاخبا لا يسمعه الرجال.
في هذه المجموعة تخلَّيت عن كل ما يميز الرجال واقتربت في حذر من ذلك العالم الخفي الغامض، واستمعت واستمتعت بهذا الصخب، فكان يجب أن أشارك العالم شيئًا منه.
التعليقات مغلقة.